فصل: قال الشنقيطي في الآيات السابقة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وجملة {لا يفتر عنهم} في موضع الحال من {عذاب جهنم} و{يفتر} مضاعف فَتَر، إذا سكن، وهو بالتضعيف يتعدّى إلى مفعول.
والمعنى: لا يفتِّره أحد.
وجملة {وهم فيه مبلسون} عطف على جملة {إنّ المجرمين في عذاب جهنم خالدون}.
والإبلاس: اليأس والذل، وتقدم في سورة الأنعام: وزاد الزمخشري في معنى الإبلاس قيد السكوت ولم يذكره غيره، والحق أن السكوت من لوازم معنى الإبلاس وليس قيدًا في المعنى.
{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76)}.
جملة معترضة في حكاية أحوال المجرمين قُصد منها نفي استعظام ما جُوزُوا به من الخلود في العذاب ونفي الرقة لحالهم المحكية بقوله: {وهم فيه مبلسون} [الزخرف: 75].
والظلم هنا: الاعتداء، وهو الإصابة بضرّ بغير موجب مشروع أو معقول، فنفيه عن الله في مُعَامَلتِهِ إياهم بتلك المعاملة لأنها كانت جزاءً على ظلمهم فلذلك عقب بقوله: {ولكن كانوا هم الظالمين} أي المعتدين إذ اعتدوا على ما أمر الله من الاعتراف له بالإلهية، وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كذبوه ولمَزوه، كما تقدم في قوله: {إن الشرك لظلمٌ عظيمٌ} في سورة لقمان (13).
و{هم} ضمير فصل لا يطلب معادًا لأنه لم يجْتلبْ للدلالة على معاد لوجود ضمير {كانوا} دالًا على المعاد فضمير الفصل مجْتلبٌ لإفادة قصر صفة الظلم على اسم (كان)، وإذ قد كان حرف الاستدراك بعد النفي كافيًا في إفادة القصر كان اجتلاب ضمير الفصل تأكيدًا للقصر بإعادة صيغة أخرى من صيغ القصر.
وجمهور العرب يجعلون ضمير الفصل في الكلام غير واقع في موقع إعراب فهو بمنزلة الحرف، وهو عند جمهور النحاة حرف لا محل له من الإعراب ويسميه نحاة البصرة فَصلًا، ويسميه نحاة الكوفة عِمَادًا.
واتفق القراء على نصب {الظالمين} على أنه خبر {كانوا} وبنو تميم يجعلونه ضميرًا طالبًا معادًا وصَدرًا لِجملته مبتدأ ويجعلون جملته في محل الإعراب الذي يقتضيه ما قبله، وعلى ذلك قرأ عبد الله بن مسعود وأبو زيد النحوي {ولكن كانوا هم الظالمون} على أن هم مبتدأ والجملة منه ومنْ خبرِه خبرُ {كانوا}.
وحكى سيبويه أن رؤبة بن العجاج كان يقول: أظن زيدًا هو خيرٌ منك، برفع خير.
{وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قال إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77)}.
جملة {ونادوا} حال من ضمير {وهم فيه مبلسون} [الزخرف: 75]، أو عطف على جملة {وهم فيه مبلسون}.
وحكي نداؤهم بصيغة الماضي مع أنه مما سيقع يوم القيامة، إما لأن إبلاسهم في عذاب جهنم وهو اليأس يكون بعد أن نادوا يا مالك وأجابهم بما أجاب به، وذلك إذا جعلت جملة {ونادوا} حالية، وإمّا لتنزيل الفعل المستقبل منزلة الماضي في تحقيق وقوعه تخريجًا للكلام على خلاف مقتضى الظاهر نحو قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصور} [النمل: 87] {فصَعِق مَن في السماوات ومَن في الأرض} [الزمر: 68] وهذا إن كانت جملة {ونادوا} الخ معطوفة.
و(مالك) المنادى اسم الملَك الموكّل بجهنم خاطبوه ليرفع دعوتهم إلى الله تعالى شفاعة.
واللام في {ليقض علينا ربك} لام الأمر بمعنى الدعاء.
وتوجيه الأمر إلى الغائب لا يكون إلا على معنى التبليغ كما هنا، أو تنزيل الحاضر منزلة الغائب لاعتبار مَّا مثل التعظيممِ في نحو قول الوزير للخليفة: لِيَرَ الخليفة رأيه.
والقضاء بمعنى: الإماتة كقوله: {فوكزه موسى فقضَى عليه} [القصص: 15]، سألوا الله أن يزيل عنهم الحياة ليستريحوا من إحساس العذاب.
وهم إنما سألوا الله أن يميتهم فأجيبوا بأنهم ماكثون جوابًا جامعًا لنفي الإماتة ونفي الخروج فهو جواب قاطع لما قد يسألونه من بعدُ.
ومن النوادر المتعلقة بهذه الآية ما روي أن ابن مسعود قرأ {ونادَوا يا مَالِ} بحذف الكاف على الترخيم، فذكرت قرأءته لابن عباس فقال: مَا كان أشغلَ أهلَ النار عَن الترخيم، قال في (الكشاف): وعن بعضهم: حسَّن الترخيم أنهم يقتطعون بعض الاسم لضعفهم وعظم ما هم فيه. اهـ.
وأراد ببعضهم ابنَ جني فيما ذكره الطِّيبي أن ابن جنّي قال: وللترخيم في هذا الموضع سرّ وذلك أنهم لعظم ما هم عليه ضعفتْ وذلّتْ أنفُسهم وصغر كلامهم فكان هذا من مواضع الاختصار.
وفي (صحيح البخاري) عن يَعْلَى بن أمية سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ على المنبر {ونادوا يا مالك} بإثبات الكاف.
قال ابن عطية: وَقراءة {ونادوا يا مال} رواها أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بالوجهين وتواترت قراءة إثبات الكاف وبقيت الأخرى مروية بالآحاد فلم تكن قرآنا.
وجملة {لقد جئناكم بالحق} إلى آخرها في موضع العلة لِجملة {إنكم ماكثون} باعتبار تمَام الجملة وهو الاستدراك بقوله: {ولكن أكثركم للحق كارهون}.
وضمير {جئناكم} للملائكة، والحقُ: الوحي الذي نزل به جبريل فنسب مالك المجيء بالحق إلى جَمْععِ الملائكة على طريقة اعتزاز الفريق والقبيلة بمزايا بعضها، وهي طريقة معروفة في كلام العرب كقول الحارث بن حلزة:
وفككْنا غُلّ امرىء القيس عنه ** بعد مَا طال حبسه والعَناء

وإنما نسبت كراهة الحق إلى أكثرهم دون جميعهم لأن المشركين فريقان أحدهما سادة كبراء لملة الكفر وهم الذين يصدون الناس عن الإيمان بالإرهاب والترغيب مثل أبي جهل حين صَدَّ أبَا طالب عند احتضاره عن قول لا إله إلا الله وقال: أترغب عن ملة عبد المطلب، وثانيهما دهماء وعامة وهم تبع لأيمة الكفر.
وقد أشارت إلى ذلك آيات كثيرة منها قوله في سورة البقرة (166) {إذ تبرَّأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا} الآيات فالفريق الأول هم المراد من قوله: {ولكن أكْثَرُكُمْ للحق كارهون} وأولئك إنما كرهوا الحق لأنه يرمي إلى زوال سلطانهم وتعطيل منافعهم.
وتقديم {للحق} على {كارهون} للاهتمام بالحق تنويهًا به، وفيه إقامة الفاصلة أيضًا.
{أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)}.
{أم} منقطة للإضراب الانتقالي من حديث إلى حديث مع اتحاد الغرض.
انتقل من حديث ما أُعد لهم من العذاب يوم القيامة ما أُعد لهم من الخزي في الدنيا.
فالجملة عطف على جملة {هل ينظرون إلا الساعة} [الزخرف: 66] الخ.
والكلام بعد {أم} استفهام حذفت منه أداة الاستفهام وهو استفهام تقريري وتهديد، أي أأبرموا أمرًا.
وضمير {أبرموا} مراد به المشركون الذين ناوأوا النبي صلى الله عليه وسلم وضمير (إنَّا) ضمير الجلالة.
والفاء في قوله: {فإنا مبرمون} للتفريع على ما اقتضاه الاستفهام من تقدير حصول المستفهم عنه فيؤول الكلام إلى معنى الشرط، أي إن أبرموا أمرًا من الكيد فإن الله مبرم لهم أمرًا من نقض الكيد وإلحاق الأذى بهم، ونظيره وفي معناه قوله: {أم يريدون كيدًا فالذين كفروا هم المكيدون} [الطور: 42].
وعن مقاتل نزلت هذه الآية في تدبير قريش بالمكر بالنبي صلى الله عليه وسلم في دار الندوة حين استقرّ أمرهم على ما أشار به أبو جهل عليهم أن يبرز من كل قبيلة رجل ليشتركوا في قتل النبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يستطيع بنو هاشم المطالبة بدمه، وقَتَل الله جميعهم في بدر.
والإبرام حقيقته: القتل المحكم، وهو هنا مستعار لإحكام التدبير والعزم على ما دبروه.
والمخالفة بين {أبرموا} و{مُبرمون} لأن إبرامهم واقع، وأما إبرام الله جزاءً لهم فهو توعد بأن الله قدَّر نقض ما أبرموه فإن اسم الفاعل حقيقة في زمن الحال، أي نحن نقدّر لهم الآن أمرًا عظيمًا، وذلك إيجاد أسباب وقعة بدر التي استؤصلوا فيها.
والأمر: العمل العظيم الخطير، وحذف مفعول {مبرمون} لدلالة ما قبله عليه.
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}.
{أم} والاستفهام المقدر بعدها في قوله: {أم يحسبون} هما مثل ما تقدم في قوله: {أم أبرموا أمرًا} [الزخرف: 79].
وحرف {بلى} جواب للنفي من قوله: {أنا لا نسمع}، أي بَلى نحن نسمع سرهم ونجواهم.
والسمع هو: العلم بالأصوات.
والمراد بالسر: ما يُسرونه في أنفسهم من وسائل المَكر للنبيء صلى الله عليه وسلم وبالنجوى ما يتناجون به بينهم في ذلك بحديث خفيّ.
وعطف {ورسلنا لديهم يكتبون} ليعلموا أن علم الله بما يُسِرُّون علم يترتب عليه أثرٌ فيهم وهو مؤاخذتهم بما يسرّون لأن كتابة الأعمال تؤذن بأنها ستحسب لهم يوم الجزاء.
والكتابة يجوز أن تكون حقيقة، وأن تكون مجازًا، أو كناية عن الإحصاء والاحتفاظ.
والرسل: هم الحفظة من الملائكة لأنهم مرسلون لتقصّي أعمال النّاس ولذلك قال: {لديهم يكتبون} كقوله: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيدٌ} [ق: 18]، أي رقيب يرقب قوله. اهـ.

.قال الشنقيطي في الآيات السابقة:

{يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68)}.
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة بعض صفات الذين ينتفي عنهم الخوف والحزن يوم القيامة.
فذكر منها هنا الإيمان بآيات الله والإسلام، وذكر بعضًا منها في غير هذا الموضع.
فمن ذلك الإيمان والتقوى، وذلك في قوله تعالى في سورة يونس {ألا إِنَّ أَوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الذين آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 62- 63].
ومن ذلك الاستقامة، وقولهم: ربنا الله، وذلك في قوله في فصلت {إِنَّ الذين قالواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الملائكة أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ} [فصلت: 30] الآية: وقوله تعالى في الأحقاف {إِنَّ الذين قالواْ رَبُّنَا الله ثُمَّ استقاموا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأحقاف: 13] إلى غير ذلك من الآيات.
والخوف في لغة العرب: الغم من أمر مستقبل.
والحزن: الغم من أمر ماض.
وربما استعمل كل منها في موضع الآخر.
وإطلاق الخوف على العلم أسلوب عربي معروف.
قال بعض العلماء: ومنه قوله تعالى: {إِلاَّ أَن يَخَافَآ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ الله} [البقرة: 229].
قال معناه: إلا أن يعلما.
ومنه قول أبي محجن الثقفي:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة ** تروي عظامي في الممات عروقها

ولا تدفني في الفلاة فإنني ** أخاف إذا ما مت ألا أذوقها

فقوله أخاف: أي أعلم لأنه لا يشك في أنه لا يشربها بعد موته.
وقوله في هذه الآية الكريمة {الذين آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ} ظاهره المغايرة بين الإيمان والإسلام.
وقد دل بعض الآيات على اتحادهما كقوله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ المؤمنين فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ المسلمين} [الذاريات: 35- 36].
ولا منافاة في ذلك، فإن الإيمان يطلق تارة على جميع ما يطلق عليه الإسلام من الاعتقاد والعمل. كما ثبت في الصحيح، في حديث وفد عبد القيس، والأحاديث بمثل ذلك كثيرة جدًا.
ومن أصرحها في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم «الإيمان بضع وسبعون».
وفي بعض الروايات الثابتة في الصحيح «وستون شعبة أعلاها شهادة ألا لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق».
فقد سمى صلى الله عليه وسلم «إماطة الأذى عن الطريق» إيمانًا.
وقد أطال البيهقي رحمه الله في شعب الإيمان، في ذكر الأعمال التي جاء الكتاب والسنة تسميتها إيمانًا.
فالإيمان الشرعي التام والإسلام الشرعي التام معناهما واحد.
وقد يطلق الإيمان إطلاقًا آخر على خصوص ركنه الأكبر الذي هو الإيمان بالقلب، كما في حديث جبريل الثابت في الصحيح.
والقلب مضغة في الجسد إذا صلحت صلح الجسد كله. فغيره تابع له. وعلى هذا تحصل المغايرة في الجملة بين الإيمان والإسلام.
فالإيمان، على هذا الإطلاق، اعتقاد والإسلام شامل للعمل.
واعلم أن مغايرته تعالى بين الإيمان والإسلام في قوله تعالى: {قالتِ الأعراب آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ ولكن قولوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 14].
قال بعض العلماء: المراد بالإيمان هنا، معناه الشرعي، والمراد بالإسلام معناه اللغوي.
لأن إذعان الجوارح وانقيادها دون إيمان القلب إسلام لغة لا شرعًا.
وقال بعض العلماء: المراد بكل منهما معناه الشرعي، ولكن نفي الإيمان في قوله: ولما يدخل الإيمان، يراد به عند من قال هذا، نفي كمال الإيمان لا نفي أصله، ولكن ظاهر الآية لا يساعد على هذا، لأن قوله: {وَلَمَّا يَدْخُل} فعل في سياق النفي وهو صيغة عموم، وإن لم يؤكد بمصدر، ووجهه واضح جدًا، كما قدمناه مرارًا.
وهو أن الفعل الصناعي ينحل، عن مصدر وزمن عند النحويين، وعن مصدر وزمن، ونسبة عند البلاغيين، كما حرروه في مبحث الاستعارة التبعية، وهو أصوب.
فالمصدر كامن في مفهوم الفعل الصناعي إجماعًا، وهو نكرة لم تتعرف بشيء فيؤول إلى معنى النكرة في سياق النفي.
وقد أشار صاحب مراقي السعود إلى أن الفعل في سياق النفي أو الشرط من صيغ العموم بقوله:
ونحو لا شربت أو وإن شربا ** واتفقوا إن مصدر قد جلبا

ووجه إهمال لا في هذه الآية في قوله تعالى: {لاَ خَوْفٌ} [يونس: 62] أن لا الثانية التي هي {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62] بعدها معرفة وهي الضمير، وهي لا تعمل في المعارف، بل في النكرات، فلما وجب إهمال الثانية، أهملت الأولى لينسجم الحرفان بعضهما مع بعض في إهمالهما معًا.
{ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)}.
قوله تعالى في هذه الآية {وَأَزْوَاجُكُمْ} فيه لعلماء التفسير وجهان:
أحدهما، أن المراد بأزواجهم، نظراؤهم وأشباههم في الطاعة وتقوى الله واقتصر على هذا القول ابن كثير.